مقبرة سعدي

مقبرة سعدي

تعتبر مدینة شيراز واحدة من أقدم الوجهات السياحية فی البلاد و أكثرها شعبية حیث تداعب رائحة الشعر و الأدب أنوف السائحين في كل مكان في المدينة. تتذکر حافظیة دوما فور سماع إسم مدینة شیراز و لكن لا ينبغي إهمال السعدية کمقبرة سيد الخطابة الفرید في هذه المدينة الجميلة.

تعتبر مقبرة السعدي من أشهر المعالم السياحية في شيراز كمحط إهتمام لعشاق الأدب و الشعر. إن الجو السائد لهذا المجمع تجذب کل سائح حیث يسحر مبناه الفريد المشیّد بالمزيج من العمارة القديمة والجديدة و الأعمدة المرتفعة و البلاط الأزرق السماوي كل مشاهد. يقع حجر مقبرة السعدي وسط مبنى مثمن الأضلاع حیث تزیّن سقفه ببلاط فيروزي.

إن مقبرة السعدي التی كانت محل إقامته في حياته فدُفن فیها بعد الممات تحولت إلى شكلها الحالي بعد العديد من التقلبات والمنعطفات التاريخية. تعتبر مقبرة السعدي من أهم معالم محافظة فارس التي تقع شمال شرق شيراز على سفوح الجبل نهاية شارع البستان بجانب حديقة دلغوشا.

السعدي الشيرازي

عاش مشرف (شرف) الدين مصلح الشيرازي المعروف باسم سعدي شيرازي الشاعر و الکاتب الإيراني البارز في القرن السابع للهجرة الشمسیة.  يُذكَر تاريخ ميلاد السعدي في بعض المصادر عام 585 للهجرة الشمسیة و الأخرى عام 606 كما ذُكر سنة وفاة السعدي في معظم المصادر عام 691 للهجرة.

ولد السعدي في شيراز في عائلة من علماء الدين. كان طفلاً عندما توفي والده و كانت والدته من أهالي كازرون. فذهب إلى المدرسة باهتمام كبير لتعلم أساسيات المعرفة حیث أبدى اهتمامًا كبيرًا بالعلم و الدين و المعرفة عندما كان مراهقًا. إضطر سعدي الذي لم يكن لديه رغبة سوى اكتساب المعرفة لمغادرة شیراز عندما تعم الفوضی في البلاد نهاية عهد السلطان محمد خوارزمشاه بعد هجوم السلطان غياث الدين خوارزمشاه شقيق جلال الدين خوارزمشاه على شيراز (عام 627 هـ).

بدأ السعدي جولته العالمية عام 1126 حیث سافر إلى عدة مدن في الشرق الأدنى و الشرق الأوسط و الهند و الحبشة و مصر و شمال إفريقيا إستغرقت ثلاثين عامًا. إن القصص التي وردها السعدي في کتابیه «غولستان» و «بوستان» یعبر عن موقفه و رؤيته کما درس في مدرسة بغداد العسكرية وكان يتقاضى راتبا هناك.

عانى سعدي شيرازي الكثير خلال رحلته هذه حیث روی في غولستان بأنه کان حافي القدمین دون الحذاء فرأى رجلاً بلا أرجل عندما قام بزیارة مسجد الكوفة فشكر بما أنعمه الله متحلیاً بالصبر. و كما روی في بوستان بأنه اكتشف طريقة خداع الناس بالصنم عندما كان في الهند فقتل البراهمين الذي كان يختبئ فیه ملقیاً به فی البئر وقد أوصى بهذه الطريقة في البوستان ضد جميع المخادعين. إن قصص الشاعر الإيراني الكبير سعدي شيرازي ملیئة بالنصائح و العبر إذ إعتبر الإيمان مصدراً للتسلیة کما إعتبر الحب و الصداقة سبيلاً لتضميد جراح الحياة. إنه عاش طويلا بسبب إيمانه القوي.

يوم السعدي

سمي مركز دراسات السعدي الإيراني اليوم الأول من أردبیهشت کشهر ثاني من السنة الشمسیة (تزامنًا بيوم 21 أبريل) يوم السعدي منذ عام 2010 حیث تم تسمية هذا اليوم في مؤتمر الشعراء العالمیة المنعقد في مدینة شيراز من قبل المؤسسات الثقافية المحلية والأجنبية.

يمكنك الاستمتاع بهذا المكان الجميل التاريخي والكبير برحلة إلى مدينة شيراز الجميلة لتسجیل ذكرى لا تنسى عنها في ذهنك.

Related Post :

Leave a Reply

مقبرة سعدي