كنيسة وانك

كنيسة وانك

تشبه كنيسة فانك جوهرة مشرقة في وسط مدينة أصفهان. إنّ الهندسة المعمارية البسيطة والجميلة واللوحات الفريدة وقدم عهد كنيسة فانك جعلت هذا المبنى التاريخي یتمیز عن الكنائس الأخرى في إيران. تطورت كنيسة وانك على مر السنين  وأنّ إلحاق أجزاء مختلفة إلى أطراف الكنيسة ومبناها ساهم في زيادة أهميتها.

تحظی كنيسة فانك حتى اليوم، بمكانة هامة لدی أرامنة أصفهان ومعروفة في جميع أنحاء العالم. يمكنك أثناء زيارتك لهذه المعالم التاريخية في أصفهان الاستمتاع بمشاهدة جمال أجزاء مختلفة من كنيسة فانك لساعات طويلة.

بعد مغادرته يريفان، أمر الشاه عباس قواته بالانسحاب وتدمير جميع المدن والقرى في طريقهم إلى حدود إيران، لمنع القوات العثمانية من ملاحقتهم بسرعة. ففي كل بلدة وقرية وصلوا إليها، دمروا المنازل، وأشعلوا النار في الحقول، وأتلفوا المواشي، وأجبروا السكان على ترك منازلهم وقاموا بتشریدهم.

کان محکوماً بالإعدام كل من یصمد أمامهم ویرفض المغادرة أو لم يتمكن من المغادرة. وبهذه الطريقة دمرت قوات الشاه عباس معظم البلدات والقرى الأرمنية الواقعة في سهل أرارات وأخذت سكان تلك المناطق معهم إلى إيران. عندما وصل هذا الحشد من الناس إلى فاغارشابات، تم إبلاغ الشاه عباس أن مجموعة من القوات العثمانية تکاد  تقترب منهم. فالشاه عباس الذي كان يعلم أنه لن يكون قادراً على الوقوف والقتال ضد هذه القوات مع هذا العدد الهائل من الناس العزل، أمر قادة جيشه بتحريك مجموعات الناس بشكل أسرع.

لذلك بقي هناك الذین کانوا مضطرین ولم يتمكنوا من الحركة، من كبار السن والمرضى والأطفال، ومن الواضح ما کان مصيرهم. وفي النهایة وصل شاه عباس إلى جلفا مع السكان المهاجرين الأرمن. الآن كان عليهم عبور نهر أراس. أبلغوا الشاه عباس مرة أخرى أن الجيش العثماني قد وصل إلى ناخیتشیفان. عند سماع هذا الخبر، أمر الشاه عباس، الذي علم أنه ليس لديه الكثير من الوقت، قواته بإجبار الناس على عبور النهر في أسرع وقت ممكن. كان النهر هائجاً وخطيراً، وكان على الناس إما عبوره أو الانتظار هناك حتى وصول الجيش العثماني، وفي هذه الحالة كان موتهم مؤكداً. فاختاروا إجبارهم عبور النهر.

جميع الجدران وأقواس المناظر وطوق القبة وداخل القبة وجميع أركان الكنيسة مطلية ومزينة بطلاء زيتي. تحتوي معظم اللوحات الجدارية للكنيسة على موضوعات من الكتاب المقدس إنجیل وصور مطبوعة عليها منذ ولادة يسوع المسيح. يمكن رؤية يوم القيامة ودينونة يوم القيامة والجنة و النار على جزء من أسوار الكنيسة. تم دفع تكلفة جميع الزخارف واللوحات والتذهيب للكنيسة من قبل شخص يدعى خواجة “أوديك ستيبانوس”. كان جميع رسامي هذه الصور أساتذة أرمن، ومن بينهم الخليفة “هافانس مرکوز” والقس ” ستيبانوس” و”سيد ميناس”.

أثناء الهجرة الكبرى،  لقد ترك الأرمن كل شيء ورائهم وذهبوا إلى إيران، لكن الشيء الوحيد الذي لم يتمكنوا من تجاهله هو الكتب الموجودة في منازلهم. حضر الأرمن معهم العديد من الكتب إلى إيران (أصفهان) مع الكثير من عناء تحملوه. كانت الكتب هي الثروة الوحيدة التي كانت دائماً ذات قيمة للأرمن وما زالت كذلك.

وفي الفترة من 1770 إلى 1790 بعد الميلاد، بسبب معارضة أُطلقت ضد هذه المطبعة، اشتعلت النيران فيها ولم يتم إنقاذ سوى عدد من حروفها وقوالبها من الحريق، والتي یتم الاحتفاظ بها الآن في متحف وانك.

Related Post :

Leave a Reply

كنيسة وانك