مقبرة حافظ

مقبرة حافظ

تعرف الشاعر الإيراني الکبیر «خاجة شمس الدين محمد حافظ شيرازي» بحافظ الذی کان یعیش في القرن الثامن للهجرة الشمسیة في إيران و له غزليات مشهورة عالمیاً. یتمتع حافظ بمكانة خاصة جدا لدی الإيرانيين بسبب قصائده العرفانیة حیث یتم ذکره مع أشعاره في العديد من الاحتفالات السنویة الإيرانية مثل «لیلة يلدا» کأطول لیلة فی السنة. لا تعتبر مقبرة حافظ المسمی بحافظیة واحدة من أهم مناطق الجذب السياحي في مدینة شيراز لأبناء هذه المدينة فحسب بل و إنها تعتبر واحدة من المعالم الرئيسية التي يجب زيارتها في الرحلة إلى شيراز.

يُعرف هذا المكان ب«حافظية» بسبب مقبرة حافظ حیث يستقطب العديد من السياح المحليين و الأجانب لزيارتها كل عام لما یتمتع به من شهرة عالمية كما أقيمت حفلات موسيقية كبيرة في حافظية.

كان المستشرق الفرنسي «أندريه غودار» من المستشرقین العظماء الذين أحبوا تاريخ إيران و حضارتها و فنها و هو کان مهندس هذه العمارة الجمیلة و مصممها کمخرج من مدرسة الفنون الجميلة في باريس.

تاريخ حافظیة

عندما إنتقل حافظ إلی جوار رحمة ربه ( عام 792 أو 791 للهجرة الشمسیة) فقد دُفن تحت ظلال شجرة السرو في حديقة المصلی التي كانت محل إقامته و استجمامه. بنى معلّم حکام غوركاني و وزیرهم المسمى بإسم «شمس الدين محمد يغمائي» مبنی مقببًا فوق مقبرة حافظ في عهد ميرزا ​​أبو القاسم غوركاني بعد مرور 65 عامًا على وفاته (عام 856 هـ) کما بنیت بركة كبيرة أمام المقبرة تملأ من میاه نهر ركن آباد.

تم ترميم هذا المبنى بدایة القرن الحادي عشر في عهد الشاه عباس کما تم تنفیذ بعض التعدیلات علیها في عهد نادر شاه أفشار و لكن التعدیلات الأساسية علی المقبرة تم تنفیذها في عهد كريم خان زند عندما أمر بإعادة إعمار المبنی عام 1189 للهجرة الشمسیة. تم بناء هذا المبنى على شکل المباني فی العهد الزندي حیث یتألف من قاعة ذات أربعة أعمدة حجرية متكاملة مطلة على الفناء الخارجي من الجانبين الشمالي و الجنوبي کما کان هناك غرفتان على الجانبين الأيمن والأيسر. تقع مقبرة حافظ شمالي القاعة حیث کانت حديقة كبيرة جنوبي القاعة. لا تزال هذه الأعمدة الأربعة التي يبلغ ارتفاعها خمسة أمتار باقیة في منتصف القاعة أمام الدرج بنقوش باهتة و لكنها جميلة.

أمر كريم خان زند بنحت حجر رخامي لمقبرة حافظ کما تم نحت إثنین من قصائد حافظ التي كتبها الحاج أغاسي بیك أفشار الأذربيجاني علیه. قام الكثير من الحکام و الولاة بترميم مقبرة حافظ بعد حكم الزندية.

سقطت السقالات أثناء تجدید المبنی حیث تسببت بشقوق علی حجر المقبرة یمكن رؤية آثارها حتی الآن. قام الأمير ملك منصور ببناء ظل حديدي على مقبرة حافظ کما وضع نقشٌ عليه.

وفي عام 1314 للهجرة الشمسیة أعد علي أصغر حكمت شيرازي و علي الرياضي خريطة بناء مقبرة حافظ بشكلها الحالي حیث تم تنفیذها بتصميم المهندس أندريه غودار المستشرق الفرنسي الكبير و المتخصص في شؤون إيران عندما تم الانتهاء منها عام 1316 للهجرة.

تتشکل حافظية عن مجمع تبلغ مساحته عن هكتارين حیث ينقسم إلی قسمین رئيسيين فی الجنوب والشمال فتفصل بينهما قاعة طولها 56 متراً تتكون من 20 عموداً حجرياً بارتفاع خمسة أمتار کما تقع مقبرة حافظ شيرازي في الفناء الشمالي.

يمكنك الاستمتاع بهذا المكان الجميل التاريخي والكبير برحلة إلى مدينة شيراز الجميلة لتسجیل ذكرى لا تنسى عنها في ذهنك.

Related Post :

Leave a Reply

مقبرة حافظ